كيف حال الجامعة اليوم

إن البلاد تنزف من كل جهة.وهي تعرف أنها تفقد كنزا كبيرا لذلك هي الآن تُجري إصلاحات علها تكتفي بأقل الخسائر الممكنة !!

قال زميل لي مازحا: " لماذا يشتكي الأساتذة من الماديات أليسوا هم من جعل الجامعة تبدوا وكأنها معرضا للسيارات؟؟"
تسعى أيضا الدولة بالرقم الذي تريد صرفه على قطاع التعليم العالي أن توفر النقل للطلبة والإقامات للمبِيت والمطاعم بتوفير ثلاث وجبات في اليوم..وللعلم فان هذه الخدمات بالتقريب مجانية .




ربما لا تعتبر جامعات الجزائر من أفضل الجامعات في الوطن العربي أو العالم ، ما زالت للان لا تستعمل خدمة الانترنت الشاملة وكذلك تستعمل الطريقة التقليدية في الاتصال بالطلبة وإظهار نتائجهم ب( affichage )؛ أي بتعليق القوائم على الجدران مما يتسبب في بعض الأحيان بإتلافها وتمزيقها.إلا أنها أخرجت من أحضانها العديد من الشخصيات الفعالة في المجتمع والعالم أيضا؛وهم الآن رواد في مجالات عدة.




وماذا عن حال الحرم الجامعي؟؟ مع احترامي لهذا اللقب الذي أطلق على الجامعة ،لأنها كانت يوما من الأيام القلب النابض بالأحداث والمجريات بشتى أنواعها السياسية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. أما اليوم؛ حرام علينا أن نقول الحرم !

ببساطة لأن ما يحدث فيه من تجاوزات أخلاقية ينفي عليه اللقب، تعاطي المخدرات والمواد المسكرة، التدخين في الصفوف..وما إلى ذلك غيَر تفاصيل الجامعة والجامعي أيضا.


عن الأمن؟؛ فهو متوفر في جميع المداخل الرئيسية ولكن المساحة الشاسعة لبعض الجامعات أو الإقامات تؤدي إلى ظهور بعض النزاعات والمضايقات بين الطلبة ومن هم خارج الجامعة.




أما عن حال المتخرجِين منها فلهم عدة طرق، منهم من يكمل الماجستير والدكتوراه وينذر نفسه للعلم فقط،منهم من يحزم حقائبه ليودع الوطن ومنهم من يعمل في الأعمال الخاصة أو الحكومية التي تكون بعيدة كل البعد عن ما تلقاه في الجامعة، واكبر نسبة من الخريجين تنام تحت ظلال البطالة.

قال لنا الأستاذ في نهاية السنة الدراسية:" إن لم نخرج علماء في ميادين العلمية وأطباء وإن لم نخرج أدباء وشعراء وصحفيين فقد نخرِج عشاقا يبنون عشهم بداية من هذا اللقاء الذي تم في الحرم الجامعي.."فقد كان يقصد طبعا ظاهرة (couple)الثنائي الغريبة نوعا ما في عصره.




بالحقيقة منظر الجامعة كان رائعا وخصوصا أن الشمس يومها أشرقت دون خجل من بعض النسمات الباردة...إلا أن حالها يقول: زُرْ ولا تعاشر!!