اشتكت إبنة لأبيها مصاعب الحياة، وقالت إنها لا تعرف ماذا تفعل لمواجهتها.. وإنها تود الإستسلام.. فهي تعبت من القتال والمكابدة.. فكلما تحل مشكلة تظهر مشكلة أخرى !!
ابتسم والدها ابتسامة.. وقام باصطحابها إلى المطبخ حيث كان يعمل طباخاً... ملأ ثلاثة أوان بالماء ووضعها على نار ساخنة.. سرعان ما أخذت الماء تغلي في الأواني الثلاثة !!
وضع الأب في الإناء الأول جزراً، وفي الثاني بيضة، وفي الثالث وضع حبات القهوة المحمصة والمطحونة ( البن ) !!
وأخذ ينتظر أن تنضج وهو صامت تماماً، نفذ صبر الفتاة، وهي حائرة لا تدري ماذا يريد أبوها !!
انتظر الأب بضع دقائق... ثم أطفأ النار.. ثم أخذ الجزر ووضعه في وعاء... وأخذ البيضة ووضعها في وعاء ثان، وأخذ القهوة المغلية ووضعها في وعاء ثالث !!
بعد ذلك نظر إلى ابنته وقال: يا عزيزتي ماذا ترين ؟!
أجابت الابنة: جزر، بيضة وبن !!
بعد ذلك طلب منها أن تتحسس الجزر، فلاحظت أنه صار ناضجاً، طرياً ورخواً !!
ثم طلب منها أن تنزع قشرة البيضة، فلاحظت أن البيضة باتت صلبة !!
ثم طلب منها أن ترتشف بعض القهوة، فابتسمت الفتاة عندما ذاقت نكهة القهوة الغنية !!
سألت الفتاة والدها: ولكن ماذا يعني هذا يا أبي ؟
فقال: اعلمي يا ابنتي أن كلا من الجزر والبيضة والبن واجه الخصم نفسه، وهو المياه المغلية !!
لكن كلا منها تفاعل معها على نحو مختلف..
لقد كان الجزر قوياً وصلباً ولكنه ما لبث أن تراخى وضعف، بعد تعرضه للمياه المغلية !!
أما البيضة فقد كانت قشرتها الخارجية تحمي سائلها الداخلي، لكن هذا الداخل ما لبث أن تصلب عند تعرضه لحرارة المياه المغلية !!أما القهوة المطحونة فقد كان رد فعلها فريداً، إذ أنها تمكنت من تغيير المياه نفسها !! وماذا عنك ؟
هل أنت الجزرة التي تبدو صلبة.. ولكنها عندما تتعرض للألم والصعوبات تصبح رخوة طرية وتفقد قوتها ؟!
أم أنك البيضة.. ذات القلب الرخو.. ولكنه إذا ما واجه المشاكل يصبح قوياً وصلباً ؟! قد تبدو قشرتك لا تزال كما هي.. ولكنك تغيرت من الداخل.. فبات قلبك قاسياً ومفعماً بالمرارة ؟!
أم أنك البن المطحون.. الذي يغير الماء الساخن (وهو مصدر للألم) بحيث يجعله ذا طعم أفضل ؟!
فإذا كنت مثل البن المطحون.. فإنك تجعل الأشياء من حولك أفضل، إذا ما بلغ الوضع من حولك الحالة القصوى من السوء !!
فكر أو فكري... كيف تتعاملون مع المصاعب ؟!
فهل أنتَ أو أنتِ...
جزره أم بيضة أم قهوة
؟!
أذكر الله سبحانه وتعالى دوماً، وأحفظه دائماً في قلبك وبالك، تخلق بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، حدد هدفك، وكافح من أجله، ثم أختم كل ذلك بالحُب !!